تحدثنا في المقاله السابقه عن ان  

  فن التطريز  يعد شكلًا من الأشكال الفنية التقليدية التي لها فائدة جمالية وعاطفية وفسيولوجية؛

 فقد أثبتت بعض الدراسات أن ممارسة فن التطريز ذو فائدة لصحة الفرد،  وحديثا بدء استخدامه كعلاج 

ومن هذه الفوائد  :

 تنمية الإبداع:

 فتصميم الزخارف يحتاج للدقة والإبداع؛ إذ ثبت أن الناس أصبحوا مبدعين مع الاستمرار في التركيز على الغُرز والألوان والأنماط، ومما لا شك فيه أن الإبداع جوهرة صافية تحتاج دومًا للتطور والتدرّب المستمر؛ فالتطريز نشاط يحتاج للجهد ويُشجع على اكتشاف القدرات الإبداعية. 

تحسين وظيفة الدماغ:

فعادةً يُشجع الأطباء مرضاهم لا سيما المتقدمين في السن على ممارسة أنشطة تُساعد أدمغتهم على البقاء في وضع نشيط، فالانخراط بالعمل باستخدام الإبرة والخيط يحتاج إلى دقة وتركيز؛ وذلك يُساعد المخ ويُحسّن وظائفه. 

تخفيف التوتر:

فبعدا عن أن فن  التطريز فن . إلا أنه بات يُستخدم حديثًا لمعالجة التوتر والقلق لدى بعض الأشخاص الذين يُعانون من الضغوطات والضوضاء المحيطة بهم؛ وللتخلص من هذه الأمور يمكنهم الاسترخاء بتطبيق التطريز والخياطة حتى لو استدعى الأمر بقاءهم عدة ساعات منشغلين في الخياطة.

 ممارسة هواية غير مكلفة:

فمقارنةً مع بعض الهوايات الفاخرة لا يُعد التطريز مكلفًا ولا يحتاج للكثير من المال، وسيفرح الشخص عند الانتهاء من مهام التطريز اليدوية الأساسية.

 يُساعد فن التطريز على صناعة مطرزات شخصية مميزة وفريدة من نوعها.  

 يرغب مُحبو فن التطريز بمعرفة التفاصيل الدقيقة لفن التطريز؛ حول بدئه وتطوره، وآلية الأساليب الحديثة، 

وتوجد بعض الحقائق التي تُعبر عن كيف  مارس الإنسان فن التطريز منذ الأزل البعيد؛ إذ بدأ بصناعة الإبر من العظام والعاج، وصنع الخيوط من الألياف النباتية، واكتشف القدماء فن الخياطة لصنع ملابسهم، ووجدوا أن نفس طريقة الخياطة تُعزز الملابس وتُثري جمالها فأدخلوا الغُرز والأحجار في أنماطهم واتجاهاتهم،

 وقد كشفت الحفريات في روسيا عام 1964 عن بقايا لكرو ماجنون الذي عاش حوالي 30000 عام قبل الميلاد، ووجدوا قبعته وفراءه وأحذيته مُزينة بصفوف من خرز العاج؛ وذلك دلالة على وجود هذا الفن في ذلك الزمن. 

عُثر على تطبيقات بدائية في جميع أنحاء العالم من الصين إلى أوروبا الشمالية إلى مصر، ولُمس عدد من الحِرف المطرزة في بقايا الأعمال من العصر الحديدي؛. 

انتشر فن التطريز بكثرة في الشرق الأوسط لا سيما في القاهرة، ودمشق، وإسطنبول، واكتسب شعبية لدى المسلمين الأثرياء وأصبح يُمثل وضع الأفراد في المجتمع والطبقات، وحسّن التطريز روعة عدد من العناصر مثل الأحذية، و المناديل القماشية، والحقائب، والأحزمة الجلدية، والزي الرسمي وغيرها العديد. تقع أكبر قطعة مطرزة في متحف بريتاني الشهير في المنطقة الشمالية من فرنسا؛ إذ يصل ارتفاعها إلى خمسين سنتمترًا وطولها 230 قدمًا، وانتُهي من صنعه في السبعينيات من القرن الماضي، وهو عبارة عن قطعة من قماش الكتان تُعبر عن حكاية الاستحواذ على ويليام الفاتح لبريطانيا في معركة هاستينغز، ويأتي المسافرون من كافة أنحاء العالم لرؤية هذا العمل الفني الرائع.

 تطور  فن التطريز وأصبح مزيجًا بين الماكينات وبين النساء اللواتي يصنعن أشكال التطريز اليدوي؛ فبدأ الإنتاج الواسع للتطريز عام 1800، ثم طوّر الفرنسي خوسيه هايلمان أول آلة مستعملة للتطريز عام 1828، ومع التقدم والتطور جاء السويسري إسحاق جروبلي وصمم آلة ذات مكوك على شكل قارب وأنشأ غرزة الدعم، وحسّن ابنه الأكبر العمل الذي تُقدمه الماكينة عبر تشغيلها آليًا؛ فكانت النتائج رائعة جدًا وذات جودة عالية، وظنّ البعض أنها صُنعت يدويًا،. 

اترك تعليقاً