فن الزجاج المعشق

فن قديم من الفنون التي زينت الكثير من الاماكن التاريخيه . الكنائس والمساجد والقصور  

ويقصد به ذلك الزجاج الذي يلون أثناء تصنيعه بإضافة الأكاسيد المعدنية إلى التركيبة الأساسية للزجاج، ويتم تقطيعه حسب التصميم المطلوب سواء كان لنافذة أو أي جزء آخر في المبنى، ومن ثم يتم تجميعه وتشكيله بواسطة شرائط معدنية (غالباً ما تكون من النحاس) أو الجبس، ثم لحام تلك القطع بعضها ببعض.

ولقد عرف الإنسان الزجاج منذ بداية التاريخ فقد وجدت أدوات كثيرة مصنوعة من الزجاج الطبيعي في أماكن متفرقة من العالم وكان لاكتشاف النار أثر كبير في قيام الصناعات التي تعتمد على الحرارة مثل الفخار والزجاج . وتعد صناعة الزجاج المعشق أحد أبرز فنون تصنيع الزجاج القديمة التي نراها في العديد من المساجد والقصور التاريخية والتي تشهد في ذات الوقت على دقة وبراعة الصانع ..

.

وقد سمي بالمعشق لإدخال الزجاج داخل قنوات الشرائط المعدنية أو القنوات الجصية، وهو معروف في اللغة العربية باسم «العاشق والمعشوق»، فعلى سبيل المثال الزجاج المعشق بالرصاص يكون فيه العاشق هو الزجاج والمعشوق هو الرصاص، ويتم باستخدام هذه الشرائط تشكيل وزخرفة الزجاج للحصول على التصميم المطلوب..

أما الأماكن التي يمكن أن يستخدم فيها الزجاج المعشق كجزء من الديكور الخاص بها ، فهي النوافذ بشكل أساسي. ويكون الهدف في هذه الحالة جمالياً ولا يكون إدخال الضوء بقدر ما يكون التحكم في الضوء، حسب الألوان وكثافه الزجاج .

ومن أنواعه ،

 فلا يقتصر الزجاج المعشق على نوع واحد، فهناك «الفيوزنك»، مثلا، ويتميز برسومات بارزة على سطحه، ويصنع عن طريق دمج عدة ألوان من الزجاج وصبها في قوالب خاصة ومعالجتها في الفرن الحراري تحت درجات حرارة عالية. الزجاج «السانديلست» أو ما يسمى «ضرب الرمل» ويتم لصق التصميم المراد على الزجاج، بحيث يكون الورق اللاصق فوق الأجزاء المراد لها أن تحتفظ بشفافية الزجاج، ويتم رش باقي الأجزاء بالرمل عن طريق جهاز خاص.

الزجاج المعشق المشطوف وهو نوع مميز من الزجاج المعشق الذي يستخدم فيه كسر الزجاج بأنواعه وفقا للتصميم المطلوب، ومن أحدث أنواعه الزجاج المعشق بالكريستال، وهو آخر ما أنتجته المصانع الأوروبية، وهو عبارة عن حبات من الكريستال الأصلي تدخل في الزجاج.

كيفية العناية به: للحفاظ على الزجاج المعشق أطول فترة ممكنة، ينصح الخبراء بتجنب استخدام الكيماويات في تنظيفه، لأنه يفسد النحاس والرصاص، كما يجب أن يكون بعيدا عن متناول الأطفال حتى لا يتعرض للكسر.

وتعود بدايات هذا الفن إلى القرون الوسطى في أوروبا، حيث كان الفقراء يقومون بجمع بقايا الزجاج من نفايات الأغنياء، ثم يقومون بلصقها وتجميعها الواحدة جنب الأخرى لتشكل ساترا لنوافذ أكواخهم، إلا أن التكوين الجميل لتلك الإبداعات، لفت نظر الأثرياء الذين استهوتهم الفكرة، فطوروها على يد حرفيين ماهرين. وهكذا اصبح الزجاج المعشق الملون يزين واجهات القصور ونوافذ الكاتدرائيات والكنائس. ولفترة طويلة كان توظيف الزجاج بألوانه البديعة في عملية البناء ضرورة لا غنى عنها عند تشييد القصور والأبنية.

ومن أوروبا انتقل هذا الفن الى فن المعمار الإسلامي وبرع البناؤون على مدار التاريخ الإسلامي في توظيفه كعنصر رئيسي من عناصر الديكور التي تضفي جمالا وسحرا في العمارة الإسلامية، وانتشرت نوافذ الزجاج المعشق بالجص «الجبس»، كمظهر من مظاهر العمارة الإسلامية، ومن أشهر الأماكن التي استخدم فيها الزجاج المعشق في تكوين لوحات رائعة، نوافذ الجامع الأموي بدمشق، وجامع عمرو بن العاص بالفسطاط وجامع أحمد بن طولون في مصر.

اترك تعليقاً